السبت، 10 أكتوبر 2009

التنمية المستديمة في فكر الرئيس بن علي

الطاهر الشيخاوي (رئيس جمعية التنمية بتاجروين)


ان تناول موضوع التنمية المستديمة في فكر الرئيس بن علي هو في الحقيقة خوض في موضوع يتعلق بحاضر تونس ومستقبلها. وهو موضوع يطول فيه الحديث. فتونس مقبلة على مرحلة هامة من تاريخها المعاصر تصادف طورا جديدا من التغيير على المستوى العالمي، طور الدخول في عالم يختلف اختلافا كاملا عن العالم الذي عهدناه خلال القرن الماضي.
وبوعي عميق بالتحديات المستقبلية وبالرهانات الجديدة التي تنتظر بلادنا، يقبل التونسيون والتونسيات مع الرئيس بن علي على مرحلة أخرى برؤية متجددة وبطموح وتحد كبيرين من اجل ان تكون تونس في طليعة حركة التطور الانساني. ومن عناصر هذه الرؤية المتجددة، عنصر التنمية المستديمة الذي يعتبر خيارا من الخيارات الهادفة لدى الرئيس بن علي. ويتضمن هذا الخيار عدة معان وأبعاد عميقة جدا، اذ يتعلق الأمر بمفهوم جديد للتنمية وبنقلة نوعية على مستوى هذا المفهوم ويتعلق أيضا بمكون أساسي من مكونات مشروع مجتمعي جديد ذي أبعاد سياسية واجتماعية وغيرها.
1 ـ البعد السياسي:
التنمية المستديمة على علاقة وثيقة بالمنهج الديمقراطي القائم على المشاركة والحوار ومساهمة كل الأطراف الاجتماعية في صياغة ملامحها وهي على علاقة كبيرة بالمواطنة التي تمثل أساسا هاما من أسس النظام الجمهوري. وهي أيضا (اي التنمية المستديمة) خيار يتطلب شجاعة على مستوى الارادة السياسية واستعدادا لقبول الرأي الآخر المخالف واستعدادا للحوار ذلك ان هذا الخيار كان نتيجة إرادة وقناعة وليس نتيجة ضغوطات اجتماعية بل لنقل ان هذا الخيار كان نتيجة قناعة راسخة لدى الرئيس بن علي بحق الانسان التونسي في حياة ذات نوعية جيدة وحقه في بيئة سليمة وحقه في التحضر والتمدن وحقه في الفعل الحضاري، كما أن هذا الخيار كان أيضا نتيجة لقناعة الرئيس بن علي بحق الأجيال المقبلة في الانتفاع بثروات البلاد ومواردها الطبيعية باعتبارها ملكا لكل أجيال تونس وجب استمرارها وتجددها حتى تستجيب لحاجيات الأجيال القادمة. فعلى التونسيين والتونسيات الأخذ بزمام أمورهم والعمل على ضمان التواصل التاريخي لأجيال تونس. وهذا يمثل في حد ذاته نقلة نوعية في التعامل السياسي مع أجيال المستقبل.
2 ـ البعد الاجتماعي:
ان التنمية المستديمة معادلة صعبة وجب ايجاد الحلول لها من خلال الاجابة على السؤالين التاليين:
كيف يمكن توفير نفس الحظوظ والفرص لأجيال الحاضر والمستقبل؟
وكيف نضمن حياة كريمة للأجيال الحاضرة وللأجيال القادمة؟
لقد تضمن فكر الرئيس بن علي عدة إجابات على هذه التساؤلات نذكر منها على سبيل المثال:
ـ تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي عند اعداد المخططات التنموية.
ـ ضمان حياة كريمة للأجيال الحاضرة وخاصة تلك الأقل حظا ومن هنا يبرز اهتمام الرئيس بن علي بالفئات الضعيفة وحرصه على استفادة الجميع بخيرات البلاد. فتونس لجميع أبنائها.
ـ اعطاء أولوية مطلقة لرأس المال البشري وتثمينه إيمانا من سيادته بأن التنمية البشرية هي أفضل سند للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ولنا في تجارب بعض البلدان المتقدمة خير مثال.
ـ استدامة العدالة في كل جيل والعدالة بين الأجيال.
ـ وجوب احترام البيئة لدى وضع المخططات وفي هذا الشأن يكفي ان نذكر ما قاله الرئيس زين العابدين بن علي يوم 5 جوان 1993 «ان التنمية التي لا تحترم البيئة غير ناجعة وقصيرة العمر».
ـ امتداد وتجذر الحس البيئي وقضاياه لدى المواطن العادي بفضل البرامج الخاصة بالبيئة وجودة الحياة التي تم اقرارها منذ فجر التغيير مما أعطى قضايا البيئة مشروعية شعبية.
وفي الختام يمكن القول بأن النتائج الجيدة التي حققتها تونس في مجالات التنمية الشاملة والمتكاملة والتي أقرتها مؤسسات دولية مشهود لها بالموضوعية وعدم المجاملة (البنك العالمي، البنك الافريقي للتنمية، منتدى دافوس...) ما كانت لتتحقق لولا مثل هذه الخيارات الفكرية النيرة للرئيس بن علي الذي قال لا ولاء إلا للوطن ونحن بدورنا نضيف لا ولاء أيضا ولا وفاء إلا لمن خدم ويخدم الوطن منذ السابع من نوفمبر 1987.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق